الخريطة والتعرف على المواقع المكانية

الخريطة والتعرف على المواقع المكانية:
تعتبر الخريطة وسيلة هامة من وسائل التعبير، وهي لغة الجغرافيا، فعن طريقها يتم عرض الأفكار الجغرافية وتتضح الظواهر الطبيعية والبشرية، وأيضا يتم تحويل القوائم الإحصائية إلى أشكال مرئية.
هناك شبه إجماع على أن فن صناعة وإخراج الخرائط له ثلاث عناصر أساسية هي: التخطيط والفن والقياس، ولعل هذا يعنى ضمنيا أن علم الخرائط يتضمن التصميم الكرتوغرافي والعرض البياني للإحصائيات المختلفة – فقط دون ما جمع – المعلومات اللازمة لإنشاء هذه الخرائط، وهذا ما يجعل علم الخرائط يختلف عن علم المساحة وعلمي التصوير الجوي وتحليل الصور الجوية.
ومن جهة أخرى فإن طرق جمع المعلومات كموضوع يخرج عن إطار علم الخرائط قد مر بمراحل عديدة، ويمكن أن يقال: إن جمع المعلومات قديم قدم الإنسان نفسه حيث كان الإنسان يقوم بكشف مناطق جديدة وارتياد ما حوله عله يعرف شخصية هذه المناطق ويحدد ضروبها ومسالكها والتعرف على الإمكانات الاقتصادية التي يمكن أن يستفاد منها، وهو بذلك كان يحقق غريزته الطبيعية في حب الاستطلاع والمعرفة، ولعل من المناسب هنا أن نقرر أن جمع المعلومات لم يكن فقط في شكل مواد جغرافية متنوعة بل كان أكثر من هذا، وتمثل في رسم الخرائط والمصورات. وبعد مشوار طويل تأكد فيه دور الميدان في جمع المعلومات الممثلة على الخرائط باختلاف أنواعها – ليس مجال البحث هنا تفحص الوضع عن أحدث طرق جمع المعلومات الجغرافية وتمثيلها على الخرائط – وهذا ما يتمثل في الاستشعار عن بعد حيث يتم الحصول على صور بواسطة جهاز الاستشعار ثم تعالج وتحلل باستخدام طرق خاصة من أجل الحصول على خرائط وإعداد مسوحات للموارد وغير ذلك من عمران وغابات وزراعة.

ومن الممكن القول بأن الوظيفة الرئيسية للخريطة، بل وربما تكون الوظيفة الوحيدة هي العرض البصري لرسالة تكون محددة في معظم الحالات، وهذه الرسالة تحتوي في الغالب على بعض العلاقات التي تتطلب من قارئ الخريطة إدراكها. كما أن للخريطة دورا أساسيا في اختزال المعلومات الجغرافية وبلورتها في أفكار رئيسية، ومن أهم هذه الأفكار تحديد المواقع المكانية بالنسبة لبعضعا البعض.
-----------------------------------------
المصدر: الخرائط الجغرافية تصميم وقراءة وتفسير - د.أحمد البدوى محمد الشريعي - 1997.