الصفوة:
يقصد بهذا المصطلح، عادة، فئة اجتماعية مكونة من أفراد
يشغلون في مجال خدمتهم مركز مرموقة، سواء تعلق الأمر بالراتب أو النفوذ أو الكفاءة
أو الموهبة. في كتاب "بيان علم الاجتماع"، الصادر في عام 1916، يلفت
انتباهنا "فيلفريدو باريتو" إلى مقياس آخر يعتبر أكثر أهمية ويتمثل في
ممارسة السلطة وتوجيه الأعمال في النطاق السياسي الذي تحتكره الطبقة الحاكمة.
وينبغي أن تعمل هذه الطبقة، بغية استمرارها، على استضافة كل من يستحق ممارسة
السلطة ويستطيع ممارستها، وعلى نبذ كل أولئك لا يملكون المؤهلات المطلوبة. وهنا قد
يبدو أي حصر مؤذيا. اهتم "غاييتانو موسكا"، - ومن ثم في نهاية
الخمسينيات "ريمون أرون"، وحسب الأساليب الخاصة بكل واحد منهما – بموضوع
انتقال النخب هذا. وفيما بعد ندد كل من "روبرتو ميشيل" و"شارل رايت
ميلز" بهيمنة الاوليغارشية أو إحتكار الدولة لأجهزة الإنتاج، أو بشكل أعم
للمجتمع بأكمله.
وعلى عكس تفسيرات هذا الطراز الأحادي (وهو يشبه تقليد ماركس،
الذي يؤكد على الهدف المشترك والتصرفات المتجانسة)، لا بذ من الإشارة وخصوصا بعد
التحليلات التي قان بها "روبرت داهل"، والمخصصة للسلطة التعددية ولوجود
مراكز قرارات متنوعة، وشبه مستقلة، ومخصصة، وتنافسية في آن واحد. وقد تكون
توقعاتها ومصالحها متقلبة أو متناقضة حسب السياق والموقف. كما أن المقارنات الدولية
التي قام بها "روبرت بوتنام" و"إيزرا سليمان" تزودنا بتوضيحات
إضافية في هذا الخصوص.